حكم إيلاج الذكر في الفم وتقبيل موضع الحرث

حكم إيلاج الذكر في الفم وتقبيل موضع الحرث

جعل الله الزوج سكن لزوجته، والزوجة سكنًا لزوجها، وأباح لهما الكثير من الأمور التي لا يمكن أن تباح لغير المتزوجين، وجعل لهما المساحة الكافية لإشباع الرغبات والحاجات لكل منهما، ومع ذلك فإن الله قد أباح لهم في حدود، وبما تقتضي الأحكام الشرعية، التي لا يجوز الخروج عنها اتباعًا لأحكام الله، والبعد عن نواهيه.

ما هو حكم إيلاج الذكر في الفم

هناك الكثير من الأحكام والضوابط التي تُتم الحكم، التي يجب اتباعها، وعدم إهمال تفاصيلها، وكلها تعتمد على الرجوع إلى الفطرة السليمة، التي فطر الله عليها جميع خلقه كما ذكر في كتابه العزيز:

” فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ” (الروم:30).

الأصل في هذا الحكم أن العورة سواء للزوج أو الزوجة، هي موضع نجاسة، وقذارة، وأنها من الممكن أن تسبب الأذى والأمراض الجنسية التي تنتقل عبر الفم للزوجين.

اختلف الفقهاء على حكم إيلاج الذكر في الفم، أو تقبيل فرج المرأة، إن كان مباحًا أم لا، ولكن ما ثبت شرعًا أنه لم يرد نصٌ صريح من القرآن أو السنة فيما يحرم ذلك.

قال الله تعالى:

” نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِين” (البقرة:223).

ليس المقصود من هذه الآية، الإباحة على العموم، بل إن هناك آداب إسلامية، يجب اتباعها في كل الأمور خاصة، في الاستمتاع بين الزوجين.

قال ابن عابدين الحنفي في رد المحتار:

(سَأل أبو يوسف أبا حنيفة عن الرجل يمس فرج امرأته وهي تمس فرجه ليتحرك عليها هل ترى بذلك بأساً؟ قال: لا، وأرجو أن يعظم الأجر)

أباح الله للزوج أن يأتي زوجته متى شاء، في جميع الأحوال إلا أن هناك حالتين في غاية الأهمية يجب الالتفات إليهما ذكرهما الله في كتابه تعالى فقال:

“وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ” (البقرة:222).

قد حرم الله الجماع بين الزوجين في أوقات صيام الفريضة في رمضان أو في مواقيت الحج، والعمرة، ومن قام بذلك بطل عمله، إلا أن يكون ناسيًا أو جاهلًا، فعليه التوبة، وعدم الرجوع، ولا يكون عليه أو على زوجه، أي كفارة، قال تعالى:

“إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا” (النساء: 17).

يأمر الله الزوج، أن يعتزل المرأة في وقت الحيض أو إذا كانت في فترة النفاس، لما فيه من النجس والأذى لكلًا من الزوجين، وأنه يجب للزوج أن يرى كل جميل من زوجته، والعكس كذلك للمرأة، ولأن النفاس أو المحيض، يمكن أن يؤذي الزوج لما فيه م أثر الدم.

أكد الفقهاء أنه على الزوج أن يأتي زوجته من حيث فطر الله الناس، وألا يأتيها من أي موضع آخر لأن هذا فيه من أحكام اللواط الأصغر الذي لا يحبه الله، فلا يجب للزوج، أن يطأ زوجته إلا من القبل كما أمره الله.

في حكم تقبيل موضع الحرث أو إيلاج الذكر في الفم فقد أجاز أن يتم ذلك إذا حدث بين الجماع، وبشرط ألا يكون قد نزل من المرأة شيء من الإفرازات الداخلية، فإن نزل منها شيء من الخارج، فلا بأس بذلك، ويجب عليه أن يتأكد من أنه لم يختلط أي من النجس أو المني، وخلافة مع الريق ويدخل إلى البلعوم.

والأصل في الإكراه، أن الفم، هو الذي يتلوا القرآن ويردده، فلا يصح أن يدخل إلى الفم، نجس وهو يتلو كلام الله.

تخالف هذه الممارسات، الآداب الإسلامية التي وضعها الله لعباده، كما أنها تخالف الفطرة السليمة، لكنها ليست محرمة.

شاهد من هنا : كم تستغرق مدة علاج اللزوجة عند الرجل

هل يجوز ان يأتي الزوج زوجته في وقت الحيض؟

حكم إيلاج الذكر في الفم

شرع الله للزوجين أن يستمعوا ببعضهم البعض في أي موضع من مواضع الجسد لكليهما إلا ما حرم الله في الحيض، أو الإتيان في الدبر.

يمكن للزوج الذي لا يستطيع أن يملك نفسه، أن يأتي زوجته بدون إيلاج في أيام حيضها، كما ذكر رسول الله صل الله عليه وسلم، في العديد من الأحاديث.

وفي حديث عن رسول الله صل الله عليه وسلم:

” أنَّ اليَهُودَ كَانُوا إذَا حَاضَتِ المَرْأَةُ فيهم لَمْ يُؤَاكِلُوهَا، ولَمْ يُجَامِعُوهُنَّ في البُيُوتِ فَسَأَلَ أصْحَابُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فأنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ قُلْ هو أذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ في المَحِيضِ} [البقرة: 222] إلى آخِرِ الآيَةِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اصْنَعُوا كُلَّ شيءٍ إلَّا النِّكَاحَ فَبَلَغَ ذلكَ اليَهُودَ، فَقالوا: ما يُرِيدُ هذا الرَّجُلُ أنْ يَدَعَ مِن أمْرِنَا شيئًا إلَّا خَالَفَنَا فِيهِ، فَجَاءَ أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ، وعَبَّادُ بنُ بشْرٍ فَقالَا يا رَسولَ اللهِ، إنَّ اليَهُودَ تَقُولُ: كَذَا وكَذَا، فلا نُجَامِعُهُنَّ؟ فَتَغَيَّرَ وجْهُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حتَّى ظَنَنَّا أنْ قدْ وجَدَ عليهمَا، فَخَرَجَا فَاسْتَقْبَلَهُما هَدِيَّةٌ مِن لَبَنٍ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأرْسَلَ في آثَارِهِما فَسَقَاهُمَا، فَعَرَفَا أنْ لَمْ يَجِدْ عليهمَا” الراوي: أنس بن مالك | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 302 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].

يمكن أن يأتي الزوج زوجته، وهي في حيضها، إلا أن تكون مئزرة، حتى لا يرى منها ما يضره، من أثر الدم أو خلافه، كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم.

“سألتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عمَّا يحلُّ لي من امرأتي وَهيَ حائضٌ قالَ لَكَ ما فوقَ الإزارِ”. الراوي: عبد الله بن سعد الأنصاري | المحدث: ابن الملقن | المصدر: تحفة المحتاج، الصفحة أو الرقم: 1/233 | خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد.

على سبيل التنزه والبعد عن المحذور، يفضل للزوج، أن يأتي زوجته بعد طهرها، حتى لا يقع الزوج في المحظور، وهذا ما يكره الله.

شاهد من هنا ما هو شعورك لما ينزل زوجك ؟

بعد معرفة حكم إيلاج الذكر في الفم من تمام صحة إسلام المرء، أن يحرص على اتباع أوامر الله، ان يتجنب كل ما يغضب الله، وعند سؤاله عن أي حكم شرعي، أن يلتزم به، ومن الواجب، ألا يكلف الإنسان نفسه مالا يطيق.

إغلاق