أول قبيلة سكنت مكة في عهد الرسول

أول قبيلة سكنت مكة في عهد الرسول

توافد على مكة الكثير من القبائل خلال فترة ما قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أن التاريخ رصد القبائل التي عاصرت وأُنزل فيهم نبي الله إبراهيم عليه السلام، حيث كانت تسكن مكة حينئذٍ قبيلتي “العمالقة” و”جرهم الثانية”، وقد تمتعت مكة في عهدهم بعدة خصائص؛ كونها تقع بالقرب من بئر زمزم، وكثيرًا ما يتم التساؤل حول أول قبيلة سكنت مكة في عهد الرسول، وهو ما نوافيكم به.

قبائل مكة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم             

أول قبيلة سكنت مكة في عهد الرسول

قبل الإشارة إلى أول قبيلة سكنت مكة في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- نشير إلى أن مكة في بداية عهدها كانت مجرد بلدة صغيرة، وكان أول من وطئها واستوطن فيها هم أبناء النبي “آدم” عليه السلام، ثم كان الطوفان الذي دمر ملامح الأرض كلها في عهد النبي “نوح” عليه السلام.

أصبحت طبيعة مكة بعد الطوفان قاحلة، محاطة بمجموعة من الجبال من كل اتجاه، بدأ بعد ذلك الناس في التوافد عليها، ويشير التاريخ إلى أن قبيلة “العمالقة” هي أول من سكنت مكة، وهم من العرب البائدة، ثم تلتهم بعد ذلك قبيلة “جرهم اليمنية“.

تُعد قبيلة “جرهم” هي القبيلة التي تربى فيها سيدنا “إسماعيل” عليه السلام، وأخذ عنهم اللغة العربية، ثم توالى الوفود على مكة من القبائل من أكثر من منطقة، وقد ساعد في ذلك تفجر بئر زمزم في حادثة السيدة “هاجر” وولدها إسماعيل عليه السلام.

استقرت في مكة عدة قبائل عربية قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم، ولعل أبرز هذه القبائل هي “بنو قريظة”، و”بنو قينقاع”، و”بنو النضير”، وخلال هذا العصر؛ كانت إمارة مكة قد انتقلت إلى قبيلة “قريش” التي ينتسب إليها النبي صلى الله عليه وسلم، والتي تُعد إحدى فروع قبيلة “كنانة”، وقد ولي أمر المدينة حينها “قصي بن كلاّب” الجد الرابع للنبي صلى الله عليه وسلم.

تعرف على: من هم أهل مكة المكرمة الأصليين ؟

تعريف بقبيلة بني هاشم بن عبد مناف

قبيلة بني هاشم بن عبد مناف

يعود نسب قبيلة “بني هاشم” إلى قبيلة “قريش“، وتُعد هذه القبيلة من سلالة نبي الله إسماعيل عليه السلام، الذي وفد إلى مكة في القرن الثاني الميلادي، وتعود تسمية هاشم إلى “عمرو” حفيد “قصيّ بن كلاب” أحد رؤساء القبيلة وزعماء مكة في وقتٍ من الأوقات.

جديرٌ بالذكر أن لقب “هاشم” كان من نصيب جد الرسول؛ بفضل نشاطه الخيري في إطعام الجائعين في المدينة؛ إذ كان يهشم الثريد لهم بنفسه.

منذ ذلك العهد تولى الهاشميون العديد من المهام في مكة، والتي أبرزها إدارة الحج، والإشراف على أعمال السقاية والرفادة، فضلًا عن قيادتهم السياسية والاجتماعية وأعمالهم التجارية، وقد أداروا مكة من خلال نظام محكم، بعد أن قسمها لأربع مناطق.

وخلال فترة توليهم زمام الحكم في مكة؛ أرسوا قواعد الحياة فيها بشكل نظامي، فأسسوا حلف “الفضول”؛ والذي تولى قيادته رؤساء “بنو عبد مناف”، والذي عُني بالجانب الأمني من نظام المدينة، فعملوا على توفير الأمن بين أفرادها، وحماية القبائل المقبلة للحج قبل الإسلام.

كما اهتموا بالجوانب المعرفية لعلية القوم؛ فأسسوا “دار الندوة”، لعقد الندوات والاجتماعات، والتشاور في شؤون إدارة المدينة، وحكموا بالعدل والمساواة، ونجحوا في خلق مكانة ومنزلة سامية لهم بين القبائل، حافظوا عليها طويلًا، حتى بعد ظهور الإسلام.

تعرف على: ما هي قبيلة عمر بن الخطاب؟

نبذة عن قبيلة قريش

أول قبيلة سكنت مكة في عهد الرسول

تُعد قبيلة “قريش” أحد فروع قبيلة “كنانة”، ويعود نسبها إلى “قريش/ فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان“، وقد اختلف المؤرخون في سبب إطلاق لقب “قريش” عليها، والراجح أنها سميت بذلك على وجه أن التقريش هو “الجمع والكسب”، وقد اشتهرت القبيلة بأعمال التجارة.

حازت قبيلة قريش على حكم مكة لأول مرة في عام 480 ميلاديًا، وقد كان ذلك بعد ستة أجيال من توارد القبائل الحاكمة عليها، وقد كان أول من تولى حكم المدينة من القبيلة هو الجد الأكبر للنبي صلى الله عليه وسلم “قصيّ بن كلاب”، الذي من خرجت من نسبه قبيلة “بنو هاشم”.

كانت بداية تولي قريش زمام مسؤولية الحكم في مكة منذ زواج “قصيّ بن كلاب” من “حبّى” ابنة “حُليل بن حبشيّة بن سلول” آخر زعماء قبيلة “خزاعة“، والذي كان قد عهد إلى “قصيّ” بالخلافة في مكة، لكن أبناء القبيلة أبوا ذلك، وانقسموا إلى فرقتين، انتهت المعارك بينهم بحكم أحد أشراف كنانة بتولية “قصيّ” تنفيذًا لوصية “حُليل”.

اتخذت قريش من مكة معبدًا وثنيًا بالإضافة إلى مجموعة أخرى من القبائل، وظلت تتولى مسؤولية الحجاج الوافدين إلى مكة من حجابة ورفادة وسقاية، وقد أسست “قريش” زعامتها على التجارة، وكانت لهم رحلتان، إحداهما بالصيف والأخرى بالشتاء؛ فكانت القوافل تتجه تارةً إلى اليمن، وتارةً إلى الشام، كما أشار لذلك القرآن الكريم.

ربما لم تكن قريشًا أول قبيلة سكنت مكة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، لكنها كانت عشيرته التي خانته في أشد أوقات احتياجه إليها؛ حيث تعرضوا له ولأتباعه بالأذى الجسدي والنفسي.

ولكنها في النهاية دانت بدين الإسلام، وكان ذلك بعد الفتح، وتبع ذلك توطيد سلطان قريش في الإسلام، متمثلًا في خروج الخلفاء الراشدين منها، وكذلك يعود إليها نسب عدة قبائل بارزة في الإسلام، مثل “بنو هاشم”، و”بنو أمية”، و”بنو العباس”.

قبيلة خزاعة

أول قبيلة سكنت مكة في عهد الرسول

لم يشر التاريخ إلى أول قبيلة سكنت مكة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن قبيلة خزاعة هي إحدى القبائل التي كانت شاهدةً على الإسلام، وهي قبيلة من القحطانية، وكانت تقع منازلهم في مكة في “مر الظهران” وما تبعه من جبال، وفيهم الكثير من البطون، وقد كانت لهم الولاية على مكة قبل “قريش”، تحديدًا في “بنو كعب بن عمرو بن لحيّ”.

قد تعرضت إلى هجوم من قبيلة “قيس بن عيلان” طامعين في أن ينتزعوا منهم الولاية على البيت الحرام، لكن محاولتهم قد باءت بالفشل؛ إذ تمكنت “خزاعة” من إلحاق الهزيمة بهم.

كان بينهم وبين “كنانة” حلفٌ على التناصر على من يعتدي على إحداهما، لكن “كنانة” حنثت بالعهد؛ وذلك حين اقتتلت “خزاعة” و”بنو أسد“، وحين استنصرت “خزاعة” بهم رفضوا إعانتهم، ما أدى إلى اعتلاء “بنو أسد” عليهم، وقد ردتها لم “خزاعة”؛ إذ نصرت “بنو بكر” عليهم، حين اقتتلت معهم.

كانت “خزاعة” تعظم صنمًا يقال له “مناة”، وكانوا يشتركون مع “ثقيف”، و”عامر بن صعصعة”، و”بني مدلج” في تحريم الحرث والأنعام والبحيرة والسائبة والوصيلة على أنفسهم، لكنهم دخلوا في الإسلام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حاربوا مع “عليّ بن أبي طالب” في عام 37 هجريًا.

تعرف على: تاريخ قبيلة مطير في عهد الرسول إلى تنازعها مع عنزة

بطون قبائل مكة

“بطون القبيلة” هو مصطلح يشير إلى العائلات والعشائر التي ضمتها القبيلة، والتي يبحث عنها الناس في محاولة اكتشاف امتداد نسبهم؛ حيث يفخرون بهذا النسب، كما يحدث العكس؛ فقد ثبت كثيرًا على مر التاريخ رفعة شأن إحدى القبائل بفضل أحد أبناء بطونها، كما الحال مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه مجموعة من أشهر بطون أهم قبائل مكة.

القبيلة بطونها
بنو هاشم بن عبد مناف آل النبي صلى الله عليه وسلم
آل الحسن وآل الحسين رضي الله عنهما
بنو العباس بن عبدالمطلب
بنو الحارث بن عبدالمطلب
آل جعفر بن أبي طالب
قريش بنو مرّة بن كعب بن لؤي
بنو هاشم بن عبد مناف
بنو محارب بن فهر
بنو زهرة بن كلاّب
بنو سَهم بن عمرو بن هُصيص بن كعب
خزاعة بنو المصطلق بن سعد بن عمرو بن لحيّ
بنو عوف بن عمرو
بنو كعب بن عمرو
بنو عدي بن عمرو

ربما لم يقف المؤرخون على أول قبيلة سكنت مكة في عهد الرسول؛ لكنهم نقلوا إلينا الكثير عن أقدم القبائل في مكة، وأبرز الذين عاصروا الإسلام منهم، ومواقفهم المتباينة من النبي صلوات الله عليه وأتباعه.

إغلاق