5 قصص عن طرائف البخلاء من التراث العربي

5 قصص عن طرائف البخلاء من التراث العربي

الأدب العربي زاخر بالكثير من القصص التي تسرد مواقف البخلاء، والتي تحمل موقف طريف في طياتها، إلا أنها كذلك تحمل المعاني والعبر أيضًا في مفادها، وكان من أبرز المؤلفات التي روت طرائف البخلاء كتاب البخلاء للجاحظ، حيث قام بتجسيد البُخل في صور البخلاء الذين قد قابلهم في حياته.

قصص عن طرائف البخلاء مكتوبة

1- إمام البخلاء

قيل قديمًا بأنه يوجد رجل وصل إلى أعلى مكانة في البخل، وذلك حتى لقبه الناس بإمام البخلاء، وذلك لما كان يصدر منه من أفعال وأقوال، حيث إنه قد قيل عنه، بأنه حينما كان يمسك الدرهم بين يديه، كان كثيرًا ما يحدثه.

كان يقول للدينار “كم من أرض قد قطعت! وكم من كيس قد فارقت! وكم من خامل رفعت! ومن رفيع قد أخملت! لك عندي ألا تعرى!  ثم يلقيه في كيسه ويقول له: اسكن على اسم الله في مكان لا تهان ولا تذل ولا تزعج منه“.

اشتهر إمام البخلاء بأنه لم يقم بإدخال دينار إلى كيسه من قبل وقام بإخراجه، وفي أحد الأيام قد أخبرته زوجته بأنهم بحاجة إلى الطعام وقد أصرت على الشراء، فقام بإخراج درهم واحد من كيسه بغرض شراء الطعام.

أثناء سيريه في السوق رأى حاوي الأفاعي، وقد وضع على نفسه الثعابين بغرض الحصول على دينار واحد، فقال البخيل في نفسه:

أأتلف شيئًا تُبذل فيه النفس بأكلة أو شربه؟!  والله ما هذا إلا موعظة لي من الله! وقد أرجع الدينا إلى كيسه مرة أخري وعاد إلى البيت.

كان أهل البخيل في حنق شديد منه، لدرجة بأنهم كانوا يتمنون موته بشدة، وبالفعل قد مات، وظن الأهل بأنهم قد استراحوا، وهمّ للاستيلاء على ماله وداره.

قال الابن “ما كان إدام أبى فإن أكثر الفساد إنما يكون في الإدام، قالوا: كان يأتدم بجبنة عنده، قال: أرونيها. فإذا فيها حز كالجدول من أثر مسح اللقمة!“.

قال: ما هذه الحفرة؟ قالوا: كان لا يقطع الجبن وإنما كان يمسح على ظهره فيحفر كما ترى! قال: فبهذا أهلكني وبهذا أقعدني هذا المقعد! لو علمت ذلك ما صليت عليه! قالوا: فأنت كيف تريد أن تصنع قال: أضعها من بعيد فأشير إليها باللقمة!“.

قصص عن طرائف البخلاء

2- أأكلت اليوم

كان المروزي إذا ما أتاه ضيفًا، وقد أطال الجلوس، كان يسأله هل أكلت اليوم؟ فإن أجابه بنعم قال له لولا أنك قد أكلت، لكنت قد أطعمتك طعامًا حسنًا.

في حالة لو أخبره بأنه لم يأكل اليوم، يخبره بأنه لو كان أكل لكان قد سقاه خمسة أكواب، مما يؤول إلى ألا يصبح في يده على الوجهين لا قليل ولا كثير.

3- الكندي أبخل خلق الله

يروي عمرو بن نهيوي بأنه قد تناول في أحد المرات غدائه عند الكندي، وأثناء تناولهم للطعام، قد دخل عليهم جار الكندي، والذي يعد في الوقت ذاته صديقًا لعمرو بن نهيوي.

بينما يتناول الكندي وعمرو الطعام، فقد أثار الكندي دهشة عمرو وسؤاله، فلم يقم بدعوة الضيف إلى الطعام، وذلك من شدة بخله وإمساكه على نفسه وعلى الغير، فلقبه بأبخل خلق الله.

استحى عمر بن نهيوي من الضيف، وقال له “سبحان الله، لو دنوت فأصبت معنا مما نأكل! قال: قد والله فعلت“.

ليرد الكندي عليهم بقوله “ما بعد الله شيء!” فقال عمرو بن نهيوي “فكَتَّفَه والله كتفاً لا يستطيع معه قبضا ولا بسطا، وتركه. ولو مد يده لكان كافرًا، أو لكان قد جعل مع الله شيئًا“.

4- البخل يسري مجرى الدم

يقول الجاحظ بأنه كان ضيفًا لدي أحد أهل مرو، وكان لدي المضيف فتى صغير يلهو ويلعب، وأوضح بأنه قد سأله إما ضاحكًا أو ممتحنًا، فقال للفتى أطعمني من خبزكم.

فرد عليه الصبي بأنه لن يعجبه، فهو مر، ليقول الجاحظ إذن أسقيني من مائكم، ليرد الولد بأن مائهم مالح، ليعرض عليه الجاحظ الكثير والكثير من الأصناف، ويخرج فيهم الفتى الصغير عيب كي يمنعه عن الجاحظ أو يكرهه فيه، وذلك كي لا يأتي به.

ليضحك أبو الفتى قائلًا، وما ذنبه وهذا “أي هو” من علمه قول ما تسمع منه، أي يوضح بأنهم بخلاء، وأن هذا هو طبعهم.

5- قصة أهل خراسان والديكة

يروي ثمامة ابن أشرس النمري واحد من أهم زعماء المعتزلة، بأنه طوال عمره وفي كافة البلدان التي زارها، كان يرى الديكة وهم ينقرون الحب، ويضعونه أمام الدجاج.

وذلك لا يتواجد لدى ديكة آل مرو، فإن الديكة تقوم بمهاجمة الدجاج، وذلك لتأخذ ما في مناقيرهم من حبوب، فقال بأنه قد تأكد بأن بخلهم هو طبع من طِباع البلاد.

6- الأكل مع الغير تكلف في الأصل

يروي أبو نواس بأنه كان على ظهر سفينة تتجه إلى مدينة بغداد، وكان يوجد رجل من أهل خراسان، إلا أنه كان من أفضل وأفقه وأعقل رجالها، إلا أنه كان دائمًا ما يأكل وحده.

همّ أبو نواس لسؤاله عن سبب أكله وحده دون التجمع معهم، فأخبره بأنه لا يوجد عليه حرج في هذه المسألة، وإنما الحرج على من أكل في الجماعة، وذلك بسبب أن أكله للطعام وحده هو الأصل، في حين أن الأكل مع الجماعة زيادة في الأصل وتكلف.

لا يفوتك أيضًا: قصص أطفال جديدة PDF وحكايات رائعة للأطفال

قصص عن طرائف البخلاء للجاحظ

قصص عن طرائف البخلاء

1- قصة ليلى الناعطيّة

كانت ليلى تقوم بترقيع قميصها وتقوم بارتدائه، وذلك حتى بلى القميص الأول، وقامت بإصلاح قميصها، حتى أصبحت لا ترتدي سوي الملابس المخيطة والمرقعة، وبلت كافة ملابسها.

في إحدى الليالي، وبينما هي سائرة في الشارع، قد سمعت أحد الشعراء يقول “البس قميصك ما اهتديت لجيبه فإذا أضلّك جيبه فاستبدل‏” لترد ليلى في نفسها قائلة “إني إذن لخرقاء أنا -والله- أحوص‏ (أُخيط وأرفو) الفتق، وفتق الفتق، وأرقع الخرق، وخرق الخرق

2- قصة أبو محمد الخزامي

كان أولاد أبو محمد الخزامي يعيشون في الكوفة، وكان يذهب إليهم مرة واحدة كل سنة، وكان في طريقه إليهم يقوم بشراء بعض الحبّ لهم، وذلك بمقدار ما يكفيهم طوال السنة.

فكان أثناء شراءه للحبّ ينظر إليه ويقارن بين الأسعار، ومن ثم يأخذ البعض ليضعهم على الميزان؛ بغرض شراء الأثقل وزنًا والأقل ثمنًا.

حتى أنه كان إذا لبس قميصًا جديدًا وكان نظيفًا، كان يهم إلى جمع كافة البخور في الأرض لم يقم بالتبخر به، وذلك خشية منه أن يقوم دخان البخور بتسويد بيضان قميصه الجديد.

فكان يقول “حبّذا الشتاء، فإنه يحفظ عليك رائحة البخور، ولا يحمض فيه النبيذ، إن ترك مفتوحاً، ولا يفسد فيه مرق إن بقي أيامًا

3- بخل موسى بن جناح

يروي سرّي بن مكرم بأن موسى بن جناح كان بخيلًا لدرجة أنه كان يأمرهم بألا يأكلوا الطعام، وذلك أثناء شربهم للماء أو طلبهم له، وحينما رأي بأنهم لا يفعلون مثلما قال، وقد اشتد عليه العطش.

قد قام بعمل خط بإصبعه في طبق الأرز، وقد قام بإخبارهم بأن هذا نصيبه هو، وعليهم تجنه حتى يشرب الماء.

كما أن أبو كعب قد روي عن موسى بن جناح وبخله، فقال بأنه قد دعاه هو وبعض جيرانه ليأكلوا وجبة الإفطار في شهر رمضان لديه.

بعدما صلى موسى وأبو كعب الجيران صلاة المغرب، قد همّ موسى بن جناح عليهم قائلًا بألا يتعجلوا، فإن العجلة من الشيطان، وكيف لا تتعجلون، وقد قاله الله تعالى في سورة الإسراء بأن الإنسان كان عجولًا.

البُخل من أقبح الصفات التي من الممكن أن يتسم بها شخص ما لا سيما الرجال، كما أن البخل لم يقتصر على البخل في الإنفاق فقط، وإنما بخل العطاء بشكل عام، عطاء المشاعر، المال، الحديث وغيرهم.

إغلاق