ما هي العروة الوثقى في المعجم والقرآن الكريم

ما هي العروة الوثقى في المعجم والقرآن الكريم

العروة الوثقى مصطلح ذُكِر في القرآن الكريم، فما معناه؟ إذ لا بد للإنسان أن يتدبر آيات كتاب الله عز وجل، ولا يتجاوز أي لفظ دون العلم بمراد الله منه، فهذا هو الغرض الأسمى من قراءة القرآن الكريم.

ما هي العروة الوثقى في المعجم

ما هي العروة الوثقى

  • له عدة معانٍ: قيل هو ما يستمسك به ويعتصم، فالعروة هي مقبض زر الثوب، وكذلك هو مقبض الكوز.
  • يُقال: بينهما عروة وثقى: أي بينهما رابط قوي.
  • قيل: العروة الوثقى تشدهما، أي العروة الصلبة تشُدُّهُما.
  • كما أنه من معانيها: العقيدة المحكمة، والعهد الأوثق الذي لا نقض له.
  • أُخذت من قول الفرزدق: “فَلا بَأس أنّي قَدْ أخَذْتُ بعُرْوَةٍ ……… هيَ العُرْوَةُ الوُثقَى لخَيرِ الحَلائِفِ”

لا يفوتك أيضًا: معنى كلمة قبيلة في القرآن الكريم

1- ما هي العروة الوثقى في القرآن الكريم

ذُكرت العروة الوثقى في القرآن الكريم في موضعين فقط.

  • قوله تعالى:

” لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” [ref](البقرة: 256)[/ref]

  • قال الله عز وجل:

” وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ۗ وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ” [ref]( سورة لقمان: 22)[/ref]

كان لكل موضع منهما تفسيرًا ومعنى معين، ذلك أن المفسرين وأهل العلم اختلفوا فيما بينهم حول تفسير العروة الوثقى المراد بها في الآيات.

  • قول لا إله إلا الله.
  • القرآن.
  • الإسلام.
  • الإيمان.
  • قال سالم بن أبي الجعد: ” هو الحب في الله والبغض في الله”.

جميعها صحيحة ولا تعارض أو تنافي بينها، فكلها مترابطة وتؤدي إلى نفس الغرض، فالعروة الوثقى هي ما توصل إلى الجنة، بالتالي فإنها تشمل القرآن، والإسلام، والإيمان، وكلمة التوحيد.

سُئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- عن العروة الوثقى فقال: ” العروة الوثقى هي الإسلام، وسميت عروة وثقى لأنها توصل إلى الجنة”.

لا يفوتك أيضًا: معنى هماه بالقصيمي

2- ما هي العروة الوثقى في السنة النبوية

ذُكرت العروة الوثقى في السنة النبوية، وذلك في الحديث الذي رواه عبد الله بن سلام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” كُنْتُ جَالِسًا في مَسْجِدِ المَدِينَةِ، فَدَخَلَ رَجُلٌ علَى وجْهِهِ أثَرُ الخُشُوعِ، فَقالوا: هذا رَجُلٌ مِن أهْلِ الجَنَّةِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ تَجَوَّزَ فِيهِمَا، ثُمَّ خَرَجَ، وتَبِعْتُهُ، فَقُلتُ: إنَّكَ حِينَ دَخَلْتَ المَسْجِدَ قالوا: هذا رَجُلٌ مِن أهْلِ الجَنَّةِ…

… قالَ: واللَّهِ ما يَنْبَغِي لأحَدٍ أنْ يَقُولَ ما لا يَعْلَمُ، وسَأُحَدِّثُكَ لِمَ ذَاكَ: رَأَيْتُ رُؤْيَا علَى عَهْدِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَصَصْتُهَا عليه، ورَأَيْتُ كَأَنِّي في رَوْضَةٍ -ذَكَرَ مِن سَعَتِهَا وخُضْرَتِهَا-، وسْطَهَا عَمُودٌ مِن حَدِيدٍ، أسْفَلُهُ في الأرْضِ، وأَعْلَاهُ في السَّمَاءِ، في أعْلَاهُ عُرْوَةٌ، فقِيلَ لِي: ارْقَ…

… قُلتُ: لا أسْتَطِيعُ، فأتَانِي مِنْصَفٌ، فَرَفَعَ ثِيَابِي مِن خَلْفِي، فَرَقِيتُ حتَّى كُنْتُ في أعْلَاهَا، فأخَذْتُ بالعُرْوَةِ، فقِيلَ له: اسْتَمْسِكْ فَاسْتَيْقَظْتُ، وإنَّهَا لَفِي يَدِي، فَقَصَصْتُهَا علَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: تِلكَ الرَّوْضَةُ الإسْلَامُ، وذلكَ العَمُودُ عَمُودُ الإسْلَامِ، وتِلْكَ العُرْوَةُ عُرْوَةُ الوُثْقَى، فأنْتَ علَى الإسْلَامِ حتَّى تَمُوتَ. وذَاكَ الرَّجُلُ عبدُ اللَّهِ بنُ سَلَامٍ.

[ref]الراوي: عبد الله بن سلام | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 3813 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].[/ref]

لا يفوتك أيضًا: كم مرة ذكرت كلمة الجنة في القرآن الكريم ؟

كيف يُحقق العبد العروة الوثقى؟

ما هي العروة الوثقى

يحقق العبد العروة الوثقى بأن يستمسك بالدين القويم، كما ثُبِتت قواعده وأركانه، وكونه على يقين وثقة من أمره لأنه استمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، وتتحقق بِعدة أمور وفقًا لما ذُكر في القرآن الكريم.

  • الإيمان بالله عز وجل والاعتقاد الجازم أن الله تعالى هو الإله والرب المعبود بحق، المستحق للعبادة وحده دون سواه.
  • الكفر بالطاغوت، وإنكار عبادة ما دون الله عز وجل.
  • الاستسلام والانقياد التام لله؛ بأن يطيع العبد ربه، فيعمل بأوامره، ويجتنب نواهيه، أي: يحقق الإذعان والانقياد التام لله تعالى.
  • الإحسان لله عز وجل، أي يحسن العبد ويجيد ويتقن كل عمل أمر به الله.

فمن استمسك بتلك الأمور، وعمل بها فقد استمسك بالعروة الوثقى التي لا انقطاع لها، أي: استمسك بالإسلام.

تُوجد في القرآن الكريم كثير من الرسائل الربانية، والتي إذا تنبه إليها العبد واستشعرها كانت له طوق نجاة، وسبب من أسباب سعادته في الدنيا والآخرة.

إغلاق