صحابي قتله المسلمون بالخطأ في غزوة أحد

صحابي قتله المسلمون بالخطأ في غزوة أحد

فُقد كثير من الصحابة واستشهدوا في الغزوات في سبيل إعلاء كلمة الله عز وجل، ونُصرة الإسلام، علاوة على من قُتل ظلمًا إثر تعذيب الكفار له بعد إسلامه، وبعضهم قُتِل خطئًا على يد المسلمين كما حدث في غزوة أحد.

صحابي قتله المسلمون بالخطأ في غزوة أحد ؟

صحابي قتله المسلمون بالخطأ في غزوة أحد

انتهت غزوة أحد بهزيمة المسلمين، وخرج منهم شهداء، منهم الصحابي اليمان أبو حذيفة، وهو “حسيل بن جابر بن ربيعة العبسي” كان من الأنصار.

شهد أحدًا مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذا أبناءه: حذيفة، وصفوان، إلا أنه قِتل خطئًا على يد المسلمين بسبب عدم العلم به.

نسب اليمان أبو حذيفة الـصحابي الذي قتله المسلمون بالخطأ

  • نسب إلى اليمان وعرف بها وذلك لأنه هرب من المدينة، فحالف بني عبد الأشهل، ذلا سماه قومه باليمّان؛ بسبب مخالفته اليمانية.
  • قيل بل سمي بذلك لأنه نسب جده الأعلى، إذ كان يُسمى: رَبيعةَ بنِ عمرِو بنِ اليَمانِ العَبْسيُّ.

لا يفوتك أيضًا: من هو الصحابي الذي رأى الأذان في المنام

خروج اليمّان إلى غزوة أُحد

لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لغزوة أحد مع أصحابه، بقي من الصحابة اليمان حسيل بن جابر، وكذا ثابت بن وقش مع الصبيان والنساء، وكانا شيخان كبيران، إلا أنهما لم يرضوّ بالقعود ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل.

فقال أحدهما للآخر:

” مَا أَبَا لَكَ، مَا تنْتَظر؟ فو الله لَا بَقِيَ لِوَاحِدِ مِنَّا مِنْ عُمْرِهِ إلَّا ظِمْءُ حِمَارٍ، إنَّمَا نَحْنُ هَامَةُ الْيَوْمِ أَوْ غَدٍ، أَفَلَا نَأْخُذُ أَسْيَافَنَا، ثُمَّ نَلْحَقُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَعَلَّ اللَّهَ يَرْزُقُنَا شَهَادَةً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟”

فاستل كل منهما سيفه، ثم خرجا بين الناس في أُحد، ولم يعرف عنهما أحدًا من المسلمين، فأما ثابت بن وقش فقتله المشركون، وأما اليمان فقتل على يد المسلمين لعدم علمهم به، حتى أن ولده حذيفة بن اليمان ظل يصرخ وينادي الناس أبي أبي، إلا أنه قُتل.

روى ذلك أحد الصحابة فقال:

” أَمّا حُسَيْلُ بْنُ جَابِرٍ فَاخْتَلَفَتْ عَلَيْهِ أَسْيَافُ الْمُسْلِمِينَ فَقَتَلُوهُ وَلَا يَعْرِفُونَهُ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَبِي! فَقَالُوا: وَاَللّهِ إنْ عَرَفْنَاهُ، وَصَدَقُوا!! قَالَ حُذَيْفَةُ: يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ. فَأَرَادَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنْ يَدِيَهُ، فَتَصَدّقَ حُذَيْفَةُ بِدِيَتِهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَزَادَهُ ذَلِكَ عِنْدَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ خَيْرًا.”

لا يفوتك أيضًا: من هو ترجمان القرآن وحبر الأمة وفقيهها

استشهاد اليمان أبو حذيفة

روى كثير من الصحابة رضوان الله عنهم مقتل الصحابي الجليل اليمان أبو حذيفة، من ذلك:

ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها قالت:

” لمَّا كانَ يَومَ أُحُدٍ هُزِمَ المُشْرِكُونَ، فَصَرَخَ إبْلِيسُ لَعْنَةُ اللَّهِ عليه: أيْ عِبَادَ اللَّهِ، أُخْرَاكُمْ، فَرَجَعَتْ أُولَاهُمْ فَاجْتَلَدَتْ هي وأُخْرَاهُمْ، فَبَصُرَ حُذَيْفَةُ فَإِذَا هو بأَبِيهِ اليَمَانِ، فَقالَ: أيْ عِبَادَ اللَّهِ، أبِي أبِي، قالَ: قالَتْ: فَوَاللَّهِ ما احْتَجَزُوا حتَّى قَتَلُوهُ، فَقالَ حُذَيْفَةُ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ. قالَ عُرْوَةُ: فَوَاللَّهِ ما زَالَتْ في حُذَيْفَةَ بَقِيَّةُ خَيْرٍ حتَّى لَحِقَ باللَّهِ عزَّ وجلَّ.” [ref]راوي: عائشة أم المؤمنين | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 4065 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].[/ref]

يقول العلماء ان السبب في ذلك أن المسلمين عادة كانوا يختفون في لامة الحرب، فلا بُد من وجود علامة وبينة تدل عليهم، لأنهم كانوا يخفون وجوههم، وإلا كان الأخ يقتل أخاه غلطًا.

هذا ما حدث مع اليمان يومئذٍ، فلم يتعرف عليه المسلمين، فلما استشهد اليمان أصرّ النبي صلى الله عليه وسلم أن يُخرج ديته، إلا أن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه تصدق على المسلمين بتلك الدية.

لا يفوتك أيضًا: من هي ذات الهجرتين ولماذا سميت بهذا الاسم ؟

موقف اليمان مع الرسول في بدر

صحابي قتله المسلمون بالخطأ في غزوة أحد

روى حُذيفة أن كفار قريش قد أخذوه وأبيه قُبيل بدر، وأرادوا قتلهما، ظنًا من المشركين أنهم يريدون الذهاب مع سيدنا محمد والخروج معه إلى بدر، فلما نفيا ذلك واخبرا الكفار أنهما يقصدون المدينة ولا يقصدون محمدًا، تركهم المشركين.

ما رواه حذيفة بن اليمان قال:

“ما مَنَعَنِي أَنْ أَشْهَدَ بَدْرًا إلَّا أَنِّي خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي حُسَيْلٌ، قالَ: فأخَذَنَا كُفَّارُ قُرَيْشٍ، قالوا: إنَّكُمْ تُرِيدُونَ مُحَمَّدًا، فَقُلْنَا: ما نُرِيدُهُ، ما نُرِيدُ إلَّا المَدِينَةَ، فأخَذُوا مِنَّا عَهْدَ اللهِ وَمِيثَاقَهُ لَنَنْصَرِفَنَّ إلى المَدِينَةِ، وَلَا نُقَاتِلُ معهُ، فأتَيْنَا رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأخْبَرْنَاهُ الخَبَرَ، فَقالَ: انْصَرِفَا، نَفِي لهمْ بعَهْدِهِمْ، وَنَسْتَعِينُ اللَّهَ عليهم.” [ref]الراوي: حذيفة بن اليمان | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 1787 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].[/ref]

فهذا الحديث إنما يدل على مدى حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الوفاء بالعهود، حتى مع المشركين، إذ منع اليمان وولده من الخروج معه للقتال من أجل حفظ الميثاق.

بعد الرد على سؤال صحابي قتله المسلمون بالخطأ في غزوة أحد ؟ كان من أكثر الأمور التي يتبين بها المنافقون من الصادقين هي الغزوات والحروب، إذ كان المنافقون يتقاعدون عن القتال، بينما من كان فداءً لله ورسوله، تفيض عينيه من الدمع حزنًا إذا لم يتمكن من القتال مع المسلمين.

إغلاق