خواطر وشعر مصطفى صادق الرافعي .. أفضل ما كتب الرافعي

خواطر وشعر مصطفى صادق الرافعي .. أفضل ما كتب الرافعي

مصطفي صادق الرافعي من أشهر الشعراء في تاريخ الأدب المصري لما كان له من باع طويل في نظم الشعر ونسج الخواطر البليغة، وما زالت أشعاره يحتذى بها حتى يومنا هذا لما فيها من حصيلة لغوية وتعبيرات فريدة، لذا قد خلد التاريخ المصري اسمه بل والتاريخ العربي أيضًا.

أشعار مصطفى صادق الرافعي

خواطر وشعر مصطفى صادق الرافعي.. أفضل ما كتب الرافعي

يمتلك الرافعي العديد من المؤلفات والكتب، والتي كان لها الصيت الكبير بين الكتاب، لأنه كان يتكلم بلسان فصيح، ومع ذلك فقد كان يتكلم بلغة يفهما رجل الشارع البسيط.

 قصيدة لقد كذب الآمال من كان كسلانا

وما المرءُ إلا جدهُ واجتهادُهُ

وليس سوى هذينِ للمرءِ أعوانا

كأن الورى يجرونَ طراً لغايةٍ

وقدْ دُحيتْ هذي البسيطة ميدانا

فمن كانَ مقداماً فَقَد فاز جَدُهُ

وباءَ بكلِّ الويلِ من ظلَ حيرانا

فلا تتقاعدْ إن تلحْ لك فرصةٌ

ولا تزدرِ الشيءَ الحقيرَ وإن هانا.

وقد عكست هذه الأبيات رؤية الرافعي للأشخاص الذين يصدقون في تحقيق آمالهم، من الأشخاص المتكاسلين عن تحقيق الأهداف، ولكنهم يظلون يقولون إنهم يريدون تحقيق الأهداف، لكنهم لا يسعون لتحقيق أي منها، ويصر على أن كل من سعى لتحقيق ما تصبوا إليه النفس، فهو الشخص الوحيد الذي سيظفر بالحصول على أهدافه.

لا يفوتك أيضًا: قصائد خلف بن هذال

 قصيدة تمايل الدهر حتى اضطرب

ومن نكد الدهر أن الذي

أزاح الكروب غدا في كُرَبْ

وإن امرءٌ كان في السالبين

فأصبحَ بينهُمُ يستَلبْ

ألست ترى العربَ الماجدين

وكيفَ تهدمَ مجد العربْ

فأينَ الذي رفعتهُ الرماح

وأين الذي شيدتهُ القضبْ

وأين شواهق عزٍ لنا

تكادُ تمسُّ ذراها السحبْ

هذه القصيدة كانت من القصائد التي كان يتحسر فيها الرافعي على المجد والرفعة الذي كانت تتمتع به البلاد العربية، وكيف أن الحال انقلب، وأصبح الذي عليه الآن، ويتساءل أين الرفعة التي كانت تناطح السحاب في علوها، وأين شجاعة وفروسية أبناء العرب.

توضح القصيدة كيف كان السبب في هذه الأهوال تغير الزمان وجعل كرب العروبة كروب، وأن الأشخاص السفهاء، هم الذين تسلقوا سلالم المجد، والرفعة.

 القصيدة القصيرة يامن أطال الهجرة من بعد ما

يا من أطالَ الهجرَ من بعدِ ما

مسنيَ الحبُّ بما مسني

أنتَ وإن أسرفتَ في ذا الجفا

أحسنُ خلقِ اللهِ في أعيني

يقول الرافعي في قصيدة قصيرة تعبر عن الهجر الذي طاله من الفتاة التي قد وقع في حبها، وأنها مهما أسرفت في بعدها، وبالغت في الجفاء، فهي من أحب البشر على قلبه.

قصيدة لم يأل صبرًا عليك حين هجرته

رُحماكَ يا من أطالَ بليتي

يا من أطالَ بليتي رُحماكا

أعليَّ هذا الهجرُ طالَ عذابهُ

وعلى الذي يهواكَ صالَ هواكا

فلقد عرفتُ بكَ الشقا بعدَ الهنا

لما عضبتَ على بعد رضاكا

نهنهْ دموعكَ يا حزينُ فإنها

دُوَلٌ سيضحكَ الذي أبكاكا

يتحدث الرافعي في هذه القصيدة، عن الشخص الذي أحبه، لكنه عانى من هذا الحب، الذي أطال عذابه، وجعله يعاني الويلات منه، بعد أن كان هذا الحب مصدر الهناء له، أصبح مصدرًا للشقاء والتعب الذي يعانيه.

يواسي الرافعي قلبه ويسري عنه، بأن الذي يضحك كثيرًا لن ينال المطالب في النهاية، وأن الأيام بينهم دول، تبين من أحق بالضحك.

قصيدة أنت غرست الحب في أضلعي

كم حرقةٍ قد ضاقَ صدري بها

ولوعةٍ كاتمتها أضلعي

وحسرةٍ في النفسِ ما غادرتْ

قلب الفتى العذريِّ حتى نُعي

أخلفها بعدي لأهلِ الهوى

من موجعِ القلبِ إلى موجعِ

تستنزلُ المالكَ عن عرشهِ

بينَ يدي عرشِ الهوى الأرفعِ

هذه القصيدة تتحدث عن الحب، والهجر الذي عانى منه من حبيبه، وكيف ضاق صدره بلوعة الشوق التي ملأت قلبه.

يسترسل الرافعي في قصيدته أن قلبه ظل في عذريته فقط من أجل الحبيبة، ومع ذلك غادرته، فنعى قلبه الذي مات من شدة مرارة الفقد وأن قلبه نزل عن عرشه، واعتزل وترك العرش للهوى يأخذ مكانه.

قصيدة أرى عجبًا إذا أبصرت قومي

صعاليكُ إذا ما ميزوهمْ

وكلٌّ في عشيرتهِ أميرُ

ومن يكُ أعوراً والقلبُ أعمى

فكلُّ الخلقِ في عينيهِ عورُ

فيا للهِ أي فتىً أراهُ

كما انعطفتْ بشاربها الخمورُ

كأنَّ قوامهُ غصنُ ولكنْ

تفتحَ فوقَ عروتهِ الزهورُ

هذه القصيدة يتحدث فيها الرافعي عن بعض الأشخاص ممن يعرفهم ويعرف أصلهم، ويذهل من أنهم يضمرون سفاهةً لكنهم بين الأنام أمراء وأصحاب شأن.

نجد أن قلوب هؤلاء بدون بصيرة، تعميهم على أن يروا الخير من الشر، فيرون الجميع مخادعين مثلهم، وأنهم يمثلون العفة والسداد في الرأي وهم إمعة ينحرفون عن الطريق، تحركهم الرياح كيفما شاءت.

لا يفوتك أيضًا: حكم وأقوال أجمل ما قيل عن جمال الروح من حكم وأقوال

خواطر مصطفى صادق الرافعي

خواطر وشعر مصطفى صادق الرافعي.. أفضل ما كتب الرافعي

الأمل، تلك النافذة الصغيرة، التي مهما صغر حجمها، إلا أنها تفتح آفاقاً واسعة في الحياة.

ولقد يكون في الدنيا ما يُغني الواحد من الناس عن أهل الأرض كافّة، ولكن الدنيا بما وسعت لا يمكن أبدا أن تغني محبا عن الواحد.

إذا لم تزد على الحياة شيئاً تكن أنت زائداً عليها. مصطفى الرافعي.

إن الله لا يُمسك عنّا فضله إلا حين نطلب ما ليس لنا أو ما لسنا له.

ليكن غرضك من القراءة اكتساب قريحة مستقلّة، وفكر واسع، وملكة تقوى على الابتكار، فكل كتاب يرمي إلى إحدى هذه الثلاث فاقرأه.

في قلب الرجل ألف باب يدخل منها كل يوم ألف شيء ولكن حين تدخل المرأة من أحدها لا ترضى إلا أن تغلقها كلها.

أشد سجون الحياة فكرة خائبة يسجن الحي فيها، لا هو مستطيع أن يدعها، ولا هو قادر أن يحققها؛ فهذا يمتد شقاؤه ما يمتد ولا يزال.

لا يمكن للقلب أن يعانق القلب، ولكنهما يتوسلان إلى ذلك بنظرة تعانق نظرة، وابتسامة تضم ابتسامة.

تالله لو جددوا للبدر تسمية، لأعطي اسمكِ يا من تعشقُ المُقل كلاكما الحسن فتانا بصورته، وزدت أنكِ أنتِ الحب والغزل وزدت يا حبيبتي أنكِ أنتِ.

يا واصلا بالمعاني …وهاجري في الكلام مخاصمي في نهاري…مصالحي في المنام من العبوس كلام…معــناه معنى ابتسام ولن يغيّر جسم الودا…د ثوب الخصام.

إننا لانبكي الميت لذهابه عنا وإنما لبقائنا دونه.

ألا ليت المنابر الإسلامية لا يخطب عليها إلا رجال فيهم أرواح المدافع، لا رجال في أيديهم سيوف من خشب.

أشد ما في الكسل أنه يجعل العمل الواحد وكأنه أعمال كثيرة.

لا شك أن مصطفى صادق الرافعي من الشخصيات التي ذيع صيتها بين شعراء عصر الشعر الحديث، وتميز بأنه كان يستخدمه ذكائه اللغوي في تطويع القصيدة بين يديه، فتخرج الكلمات سلسة وتعطي المعني المطلوب، بدون تكلف أو مبالغة.

إغلاق