هل يجوز الإحرام من مسجد عائشة لغير المقيم ابن باز

يقصد المعتمرون الأراضي المقدسة فيزورون قبر الرسول في المسجد النبوي لدى الروضة المباركة، ويرون مقام إبراهيم وحجر إسماعيل، ويعيشون تجربة روحية لا تتكرر في حضور كل المعالم الإسلامية التي تشهد بعظمة هذا الدين.

جواز الإحرام من مسجد عائشة

لا يحق للمقيم أن يحرم من مسجد عائشة، فإذا أقبل إلى جدة مسافرٌ يريد الحج فعليه الاستعانة بميقات بلده الأصلي لمعرفة موعد الإحرام، أما إذا كان مسافرًا إلى عملٍ ونحوه فله أن يحرم من مسجد عائشة كأهل البلد.

يشترط أن يكون المقيم بجدة ويريد الإحرام من مسجد عائشة أن تكون نيته حادثة، وألا يكون قد بيت نيته قبل السفر إليها.

لا يفوتك أيضًا: هل شرب الزعفران من محظورات الإحرام

حكم الحج بلا إحرام

الإحرام أحد أركان مناسك الحج، فلا يجوز للمسلم أن يتجاوزه وإلا بطلت باقي مناسكه، ويجوز للذي لم يبت نية للحج أو العمرة وهو بجدة أن يدخل مكة كغيره من أهلها ويصلي في الحرم دون إحرام أو طواف.

يجوز لقاطني مكة أن يحرموا من مسجد التنعيم أو عائشة أو غيرها من المساجد داخل نطاق البلد.

الاعتمار مرتين بغير سفر

تعترض مسألة الاعتمار لأكثر من مرة دون مفارقة مكة الذين ينون أن يؤدوا مناسك العمرة عن غيرهم في حالة عدم القدرة على السفر.

يجب التنويه ليس الاعتمار أكثر من مرة بسفر واحد من سنن النبي، ولم يرد عن الصحابة الكرام، فالأصل أن تتم العمرة الوحدة للسفر الواحد.

لم يفعل هذا على عهد النبي ولا التابعين أحدٌ إلا عائشة، فقد أهلت العمرة فحاضت فأخبرها صلى الله عليه وسلم أن طواف البيت وطواف الصفا والمروة قد سقط عنها تأديته، ثم أمرها الرسول أن تقرن وتجمع بين الحج والعمرة.

أمرت عائشة أخاها عبد الرحمن ابن أبي بكر أن يصحبها لتعتمر من مسجد التنعيم، فيما يعتمر هو ولا أحدٌ ممن كانوا معهم.

فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ:

” يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْتَمَرْتُمْ وَلَمْ أَعْتَمِرْ، فَقَالَ: (يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، اذْهَبْ بِأُخْتِكَ فَأَعْمِرْهَا مِنْ التَّنْعِيمِ)، فَأَحْقَبَهَا عَلَى نَاقَةٍ فَاعْتَمَرَتْ” [ref]الراوي: عائشة أم المؤمنين| المحدث: البخاري| المصدر: صحيح البخاري| الصفحة أو الرقم: 1518| خلاصة حكم المحدث: [صحيح] | التخريج: أخرجه البخاري (1518)، ومسلم (1211)[/ref]

يرخص جمهور العلماء في الوقت الحالي أن يأتي المسافر بعمرة أخرى؛ نظرًا لبعد مسافته عن دياره وشقاء الذهاب والعودة عليه، فيباح لهم الحل والإحرام بعد ذلك.. لكن أدنى حل بتجاوز المني 83 كيلو مترًا.

قالَ جُمْهُور الْعُلَمَاء:

أَنَّهُ يَجِب الْخُرُوج لإِحْرَامِ الْعُمْرَة إِلَى أَدْنَى الْحِلّ، وَأَنَّهُ لَوْ أَحْرَمَ بِهَا فِي الْحَرَم وَلَمْ يَخْرُج لَزِمَهُ دَم، وَقَالَ عَطَاء: لا شَيْء عَلَيْهِ، وَقَالَ مَالِك: لا يُجْزِئهُ حَتَّى يَخْرُج إِلَى الْحِلّ، قَالَ الْقَاضِي عِيَاض: وَقَالَ مَالِك: لا بُدّ مِنْ إِحْرَامه مِنْ التَّنْعِيم خَاصَّة، قَالُوا: وَهُوَ مِيقَات الْمُعْتَمِرِينَ مِنْ مَكَّة، وَهَذَا شَاذّ مَرْدُود، وَاَلَّذِي عَلَيْهِ الْجَمَاهِير أَنَّ جَمِيع جِهَات الْحِلّ سَوَاء، وَلا تَخْتَصّ بِالتَّنْعِيمِ”.

لا يفوتك أيضًا: هل يجوز نقل زكاة الفطر من بلد إلى بلد

رأي الشيخ ابن الباز في الاعتمار مرتين

• أجاب الشيخ عن السؤال بأنه لا حرج أن يعتمر المرء أو يحج عن نفس أو عن غيره، أو أن يعتمر مرتين لنفسه.
• يخرج المسلم بعد اعتماره إلى حلٍ مثل تنعيم أو الجعرانة أو غيرها ليحرم، ثم يدخل الحرم فيطوف ويسعى، ويقصر سواء لنفسه أو لغيره.
• لا يلزم إبدال ملابس الإحرام أو استبدالها ما دامت نظيفة وتستوفي الشروط.

 حكم بقاء المعتمر في مكة

يأتي السؤال عادةً من مسلم سافر للعمرة وأقام مناسك الاعتمار من فوره بعد دخوله الأراضي المقدسة دون أن يلبث ثلاثة ليالي.

• يشترط أولًا أن يكون الإحرام من ميقات البلد، أما القول باللبوث ثلاثة أيام بلياليها فإنه قول لا أصل له.
• يحق للمسلم أن يباشر المناسك منذ دخوله الأراضي المقدسة منذ ساعته الأولى فيها، وتصح العمرة لكل مسافر متى طاف وسعى وقصر.
• تكون العمرة ناقصة إذا كان الإحرام نفسه من مكة أو من نواحيها، فأتمم المرء العدة دون إحرام، وعلى المحرم الذبح بمكة إتمامًا لعمرته، وإن كانت في المجمل صحيحة.

المكوث بمكة والإحرام من التنعيم

يأتي التساؤل عادةً من المقيم النازل بمكة لغرضٍ أو غيره، فيمكث ثم يحل من التنعيم للإحرام.

• يقول الشيخ ابن عثيمين أن النية طالما تبيت في نفس المسلم حين سفره فإنه لا يلزمه الإحرام.
• إذا كان المسافر قد أتى مكة لعملٍ أو نحوه وفيه نيته أن يؤدي مناسك العمرة متى أتيح له ذلك فإنه عمرته صحيحه متى تسنى له.
• أما في حال كان مقصد المسافر أن يعتمر ثم ينصرف إلى عملٍ أو نحوه فإن عليه الإحرام بميقات بلده، وليس عليه الخروج للحل.
• إذا لم تتبين النية في نفس المرء حين دخوله مكة ثم تجددت: فعليه الخروج للحل والإحرام، وليس عليه شيء.

مواقيت العمرة

• مكة: وهو الميقات الخاص بأهلها، ويجوز لهم أن يخرجوا للإحرام من لبيوتهم، أو أن يخرجوا لحلٍ في عرفة أو في التنعيم للاعتمار.
• ذا حليفة: وهي أبعد المواقيت عن مكة والتي يلتزم بها أهل المدينة المنورة.
• الجحفة: وهي مواقيت كلٍ من أهل الشام والسودان ومصر ونواحيها، وميقاتها هو ميقات مدينة رابغ الحالية.
• قرن المنزل: وهي ميقات أهل النجدات ودول الخليج في شرق الجزيرة وما بعدها.
• جبل يلملم: ميقات أهل اليمن وما بعدها من النواحي الجنوبية.
• ذات عرق: ميقات العراق وما بعدها من النواحي الشمالية.

لا يفوتك أيضًا: هل يجوز إخراج زكاة الفطر على الأقارب

مناسك العمرة

• ثلاثة أركان لدى المالكية والحنابلة: الإحرام والطواف والسعي.
• يزيد الشافعية عليها منسكان هما التقصير والترتيب.
• تقتصر مناسك العمرة عند الحنفية على ركن واحد هو الطواف.
• واجبات العمرة هي الإحرام على الميقات، أو الخروج للحل للمقيم في مكة.
• يستحب في العمرة قبل الإحرام: نظافة الثياب وتقصير شعر البدن وأظافره والاغتسال.
• يستحب في العمرة بعد الإحرام التلبية.
• يستحب خلال الطواف: تقبيل الحجر الأسود، الرمل أو الإسراع في الطواف وهو سنة عن الرسول والصلاة ركعتين بعدها.

العمرة من العبادات التي يتراوح الحكم فيها بين الوجوب والسنة، وهي رغبة كل مسلم يستأثر بدينه على الدنيا.