ما هو حكم القزع في الإسلام على رأي المذاهب الأربعة

ما هو حكم القزع في الإسلام على رأي المذاهب الأربعة

ترك الرسول صلى الله عليه وسلم إرث عظيم لا يُمكن أن نضل بعده أبدًا، ألا وهو القرآن الكريم، والسُنة النبوية المطهرة، ولكن في ظل التطور التكنولوجي وتقليد الغرب ظهرت قصات شعر غريبة، وهي ما عُرفت قديمًا باسم القزع، ولكن ما حُكمها؟ هذا ما نوافيكم إيّاه.

حكم القزع في الإسلام

ما هو حكم القزع في الإسلام على رأي المذاهب الأربعة

يُعرف القزع في أصل اللغة على أنه حلق بعض من الشعر مع ترك البعض الآخر في مناطق متفرقة من الرأس، ويتساءل كثيرون حول رأي الشرع في هذا.

من الجدير بالذكر أن جميع الفقهاء بما فيهم أئمة المذاهب الأربعة الحنفية، والمالكية والشافعية والحنابلة اتفقوا على أن القزع أمرٌ مكروه ونهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، ويُمكن الاستدلال على ذلك من الأحاديث النبوية الشريفة في السُنة النبوية:

عن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عنهما: (أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم رأى صَبيًّا قد حُلِقَ بَعضُ شَعرِه وتُرِكَ بَعضُه، فنهى عن ذلك، وقال: احْلِقُوه كُلَّه، أو اترُكوه كُلَّه) [ref]الراوي: عبدالله بن عمر | المحدث: الألباني | المصدر: السلسلة الصحيحة | الصفحة أو الرقم: 3/115 | خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط الشيخين | التخريج: أخرجه أبو داود (4195) واللفظ له، والنسائي (5048)، وأحمد (5615) باختلاف يسير.[/ref]

عن نافعٍ، عن ابنِ عُمَرَ رضِي الله عنهما: (أنَّ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نهى عن القَزَعِ) قال: قلتُ لنافعٍ: وما القَزَعُ؟ قال: يُحلَقُ بَعضُ رأسِ الصَّبيِّ، ويُترَكُ بَعضٌ.  [ref]الراوي: عبدالله بن عمر | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 5920 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]التخريج: أخرجه مسلم (2120) باختلاف يسير[/ref]

لذا فإن حُكم القزع في الشرع مكروه، ولكن من الأمور المُباحة هو قص أو تخفيف جوانب الشعر، مع الوضع في الاعتبار ألا تكون من قصات التشبُه بالكُفار، أو الفاسقين.

كما أن الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله كان من الشيوخ الذين أدلوا بفتواهم تجاه القزع؛ حيث أكد على أن حلق بعض من الشعر، وترك البعض الآخر (أي مفهوم القزع) هو أمرٌ غير جائز، واستند في رأيه على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم والذي كان يدعو إلى حلق الشعر كاملًا، أو تركه كاملًا.

لذا علينا الاقتداء برسولنا الكريم لحديثه صلى الله عليه وسلم:

(ما نهيتُكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتُكم به فأتوا به ما استطعتم). [ref]الراوي: أبو هريرة | المحدث: مسلم | المصدر: صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 1337 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح][/ref]

ولقول الله عز وجل:

“وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا” [ref][ الحشر: 7][/ref]

لا يفوتك أيضًا: هل يجوز قتل الذباب وهل مضرب الذباب حرام؟

أسباب النهي عن القزع

لا ينهانا الله تعالى والرسول صلى الله عليه وسلم عن شيء إلا إن كان شرًا لنا، وهو ما يكتشف العالم تدريجيًا، وحول حُكم القزع في الإسلام، هناك العديد من الأسباب لنهيه، مثل:

  • التشبه بالكفار: كان الكفار في الجاهلية وعلى رأسهم رهبان النصارى يقومون بعمل حلاقة القزع، قال تعالى:

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ” [ref][ المائدة: 51][/ref]

  • الاقتداء بالرسول: لم يقُم النبي يومًا بعمل حلاقة القزع، ونحنُ الأمة الإسلامية نقتدي به، فهو حبيبنا وشفيعنا يوم القيامة.
  • فيه تشويه للخِلقة: نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن أي شيء يُمكنه الإساءة إلى الخلقة التي وجد الإنسان نفسه عليها، فهو خلقنا في أحسن الصور، قال الله تعالى:

” لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ”. [ref][ التين: 4][/ref]

  • تشبه بالنساء: النساء يقُمن بقص جزء من الشعر وترك جزء أو تسوية الأطراف وغيرها، وهو ما لا يجوز فعله للرجال؛ حيث إن في هذا تشبه بالنساء، وهو ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال:

(لعنّ الله المُتشبهين من الرِجال بالنساء، والمُتشبهاتِ من النساءِ بالرجال). [ref]الراوي: عبدالله بن عباس | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 5885 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح الحديث[/ref]

  • تشبه بهيئة الشيطان: القزع واحدًا من الأشكال التي يكون عليها الشيطان، وبالتالي فمن غير الجائز أن يقوم المُسلم بالتشبه لمَن خرج من رحمة الله عز وجل.

لا يفوتك أيضًا: هل يجوز الترحم على أهل الكتاب

أشكال القزع المنهي عنها

ما هو حكم القزع في الإسلام على رأي المذاهب الأربعة

يجب العلم أن القزع لا يعتبر نوعًا واحدًا، بل إن له العديد من الأنواع والتي يجب النظر إليها جيدًا للابتعاد عنها والاقتداء بسُنة نبي الله مُحمد عليه أفضل الصلاة والسلام.

  • النوع الأول: في هذا النوع من القزع يقوم الشخص بحلق ناصية رأسه فقط، ويترك بقية الرأس كما هي.
  • النوع الثاني: يقوم الشخص بحلق وسط رأسه ويترك جوانب الرأس.
  • النوع الثالث: أن يقوم بحلق جميع جوانب الرأس، ويترك الوسط.
  • النوع الرابع: حلق الشعر بشكل عشوائي من اليمين واليسار وبعض من الخلف ومُقدمة الرأس.
  • النوع الخامس: عمل خطوط عشوائية في الشعر ينتج عنها هيئة سيئة للشخص.

 علينا الاقتداء بسُنة النبي صلى الله عليه وسلم وترك كل ما هو مُحرَم لنيل شفاعته يوم القيامة، فهو أسوة لنا في جميع أقوالنا وأفعالنا، ولا سيما القزع الذي شاع فعله مؤخرًا.

إغلاق