هل طواف الوداع من شروط صحة الحج ؟

هل طواف الوداع من شروط صحة الحج ؟

يبتغي الحجاج وجه الله في مطلع ذي الحجة من كل عام، حيث يتخذون من بيت الله الحرام قبلة للعالم، ويعدوا العدة لرحلة يسافر إليها المسلمين من كل أقطار الأرض من استطاع إليها سبيلًا، ويتفق حجاج البيت الحرام في المناسك الواجبة قاطبةً، ويختلفون في أمر طواف الوداع، هل هو ملزم أم مستحسن أم غير ذلك؟

هل طواف الوداع من شروط صحة الحج ؟

يقصد بالطواف بشكل عام الدوران حول الحرم، وطواف الوداع هو منسك أخير يؤديه الحجاج قبل إنهاء المناسك عملًا بقوله – عليه الصلاة والسلام- “لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت طواف الوداع”.

هل طواف الوداع من شروط صحة الحج

يختلف الفقهاء في حكم طواف الوداع، والذي هو على سبعة أشواط كغيره من ماسك الطواف، ويذهب الفريق الأول

  • مذهب أبو حنيفة وابن حنبل الذين أوجبوا طواف الوداع، فمن تركه فعليه ذبح شاة في الحرم.
  • يذهب الفريق الثاني مذهب الإمام مالك وابن المنذر وداود، الذين أباحوه بغير فرض.
  • يرجع موقف الفريق الثاني إلى عدم قيام النبي بطواف الوداع، ولم يأمر النبي الذين اعتمروا بالطواف، كما أن طواف الوداع غير واجب في العمرة وذلك قول المذاهب الأربعة.
  • لم يأمر الرسول في حجة الوداع المعتمرين بأن يتطوفوا قبل أن يودعوا البيت الحرام، فأحرم المعتمرون من الأبطح حتى جاوزوا منى ولم يؤمروا بالوداع.
  • تختلف أراء الفقهاء كذلك في مسألة الذي يذهب لزيارة المسجد النبوي ثم يقفل راجعًا إلى مكة، ويرجح أكثرهم عدم إلزام تكرار الطواف، فيما يرى الباقي العلماء أن اجتناب الشبه واجب.
  • طواف الوداع واجب على كل من أراد السفر من مكة لمسافة تعادل الثلاثة والثمانين كيلو متر، وذلك ما ذهب إليه الحنابلة والشافعية، وهذا ينطبق على كل معتمر وحاج وحتى أهل مكة أنفسهم.
  • يقول النووي بأن المسألة خلافية، ويقول حافظ البغوي بأن الطواف من أهم مناسك منفصل للذين يريدون الخروج من مكة، سواء كان مكيًا أو غير ذلك.
  • ذهب المالكية إلى استحباب طواف الوداع حتى خارج نطاق الحج والاعتمار، فيمك للتاجر المسافر عن مكة أن يطوف إذا شاء.
  • يذهب الحنفية إلى وجوب الوداع في الحج دونًا عن غيره من العبادات.
  • يذهب الشيخ أبو المعالي الجويني إمام الحرمين إلى أن الطواف من المناسك ولكن ليس واجبًا، وهو رأي وسطي يجمع بين الآراء السابقة.
  • يستدل الفريق الذي يوجب الوداع على أنه لما فرغ صلى الله عليه وسلم من مناسك الحج، وطاف الوداع وصلى الفجر في الليلة الرابعة عشر ثم رجع إلى المدينة.

يرد عن الرسول قوله: “خذوا عني مناسككم”، وقوله “لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت طواف الوداع”. [ref]الراوي : – | المحدث : ابن الملقن | المصدر : غاية مأمول الراغب | الصفحة أو الرقم : 30 | خلاصة حكم المحدث : صحيح[/ref]

لا يفوتك أيضًا: هل يجوز لبس الإحرام للطواف فقط ؟

هل الطواف واجب للمتعجل

بعد معرفة طواف الوداع من شروط صحة الحج إم لا إذا أراد الحاج أن يخرج من مكة في أيام التشريق، في الثاني عشر من شهر ذي الحجة، فعليه أن يغادر من فوره ولا يلبث فيها حتى اليوم التالي، فإذا بقي فعليه إعادة الطواف قبل رحيله.

يجوز لحاج المتعجل أن يرمي الجمرات يومين فقط: أول وثاني أيام التشريق، وعليه أن يغادر منى في قبل غروب الثاني عشر من ذي الحجة، ويودع في مكة قبل السفر لبلده.

قال تعالى: «فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ»

لا يفوتك أيضًا: هل يجوز الإحرام من مسجد عائشة لغير المقيم ابن باز

شروط طواف الوداع

  • الطَّهَارَة مِنْ الْحَدَثِ الأكبر والأصغر، فلا يجوز من الحائض.
    يثبت عن ذلك قول النبي

«الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ صَلاةٌ، إلا أَنَّكُمْ تَتَكَلَّمُونَ فِيهِ». وقوله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعائشة لما حاضت: «افْعَلِي مَا يَفْعَلُ الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي».

  • يبدأ الطواف من الحجر الأسود وينتهي عنده.
  • أن تكون الكعبة على يسار مَن يطوف حولها.
  • أن يكون الطواف حول الكعبة، فمن طاف داخل حجر إسماعيل، لم يصح طوافه، لأن حجر إسماعيل من الكعبة.
  • يُبنى على العدد الأقل إذا شُك في عدد الأشواط.
  • الموالاة (الاستراحة) بين الأشواط السبعة -في طواف الوداع- شرط عند الإمامين مالك وأحمد فإن فرق بين أجزائه استأنف إلا أن يكون يسيرًا ولو لغير عذر أو كثيرًا لعذر.
  • يذهب الحنفية والشافعية إلى أن الموالاة بين الأشواط سنة، فلو اطال في استراحته وفرق تفريقًا كثيرًا بغير عذر، لأن طوافه يكون باطلًا، ويبنى على ما مضى منه، والراجح أنه يجوز الاستراحة بين الأشواط.

لا يفوتك أيضًا: دعاء الطواف في كل شوط للعمرة والحج مكتوب كامل

ما هي مناسك الحج؟

هل طواف الوداع من شروط صحة الحج

  • الإحرام: وهو قصدٌ يحدث بالنية، ويفضل النطق بيها حتى تخرج من القلب إلى الإعلان بها، وفي ذلك قوله صلى الله عليه وسلم “إنما الأعمال بالنيات”.
  • الوقوف بعرفة: وأجمعت عليه الأئمة، يقف في الحجاج من بعد الزوال حتى مطلع فجر يوم النحر، وفي ذلك قول الرسول “الحج عرفة”.
  • طواف الزيارة: وهو طواف الإفاضة عن عرفة، ويسمى أيضًا طواف الفرض، لأنه فرض بالإجماع، ففي ذلك قوله ” ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيق”.
  • السعي بين الصفا والمروة: لقول عائشة رضي الله عنها: “ما أتم الله حج امرئ ولا عمرته لم يطف بين الصفا والمروة”.

على الرغم من الخلاف الواقع حول وجوب طواف الوداع إلا أن جميع الحجاج يحبون أدجاء هذه الشعيرة لأن فيها وداع لأعظم بيت على هذه الأرض.

إغلاق