هل يجوز وضع كريم الشعر بعد الإحرام وحكم استعمال المرطبات

هل يجوز وضع كريم الشعر بعد الإحرام وحكم استعمال المرطبات

الحج والعُمرة من العبادات التي شرعها الله تعالى، والتي لها العديد من الضوابط والأحكام.. لا يجوز الحياد عنها؛ الأمر الذي جعل أغلب المُسلمون يتساءلون حول الأمور المحظور فعلها بعد الإحرام، ولكن هل وضع كريم الشعر منها؟ هذا ما نُجيب عنه تفصيليًا.

حكم وضع كريم الشعر بعد الإحرام

لا يوجد أي مانع شرعي على المُسلم بعد ارتداء ملابس الإحرام أن يضع كريم الشعر، فهو لا يندرج تحت بند المُحرمات، ولكن بشرط ألا تكون رائحته نفاذة.

يُمكن تلخيص الحُكم فيما ورد عن آراء الأئمة الأربعة المالكية، والحنفية، والحنابلة والشافعية، والتي تختلف من إمام إلى آخر:

  • الحنابلة: رأى الحنابلة أنه يجوز استعمال كريمات الشعر، ولكن بشرط أن تكون خالية من العطور أو أي روائح أخرى.
  • الشافعية: قالوا بتحريم وضع كريم الشعر تمامًا بعد الإحرام.
  • المالكية والحنفية: اتفقا على أنه لا يجوز مُطلقًا استخدام كريم الشعر؛ حيث إنه يندرج تحت المُطيبات والعطور، وهي من الأشياء الممنوعة.

كما يجوز استخدام كريمات مُزيلات التعرق غير النفاذة، وذلك حتى لا يتأذى الأشخاص المُحيطين به، وفقًا إلى ما ورد في السُنة النبوية المُطهرة

هل يجوز وضع كريم الشعر بعد الإحرام

(أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: لا ضَررَ ولا ضِرارَ) [ref]الراوي: أبو سعيد الخدري | المحدث: النووي | المصدر: الأربعون النووية | الصفحة أو الرقم: 32 | خلاصة حكم المحدث: حسن، وله طرق يقوي بعضها بعضًا.[/ref]

لا يفوتك أيضًا: هل يجوز الإحرام من مسجد عائشة لغير المقيم ابن باز

حكم استعمال كريم الشعر بعد الإحرام واستعمال المرطبات

جمهور الفقهاء: أجازوا استخدام المُرطبات إن كانت لا تشتمل أي رائحة نفاذة، وذهبت أحكام الشافعية إلى أن استخدام الكريمات أمرٌ مُحرم إن وضِع في الوجه وشعر الرأس دون سائر البدن.

أما المالكية والحنفية: ربطوا أمر استخدام أي مواد على رائحتها، فإن كانت ظاهرة لا بُد من اجتنابها، وإن كانت غير ظاهرة فلا مانع من وضعها، وذلك تجنُبًا للوقوع في الشُبهات أو المُحرمات، وفقًا لِما ورد في السُنة النبوية المُطهرة:

(سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول: وأهوى النعمانُ بإصبعَيه إلى أُذُنَيه: إنَّ الحلالَ بيِّنٌ وإنَّ الحرامَ بيِّنٌ وبينهما أمورٌ مُشتبِهاتٌ لا يعلمهنَّ كثيرٌ من الناس فمنِ اتَّقى الشُّبُهاتِ استبرأ لدِينِه وعِرضِه، ومن وقع في الشُّبهاتِ وقع في الحرامِ، كالراعي يرعى حول الحِمى يوشكُ أن يرتعَ فيه، ألا وإنَّ لكلِّ ملكٍ حمًى، ألا وإنَّ حمى اللهِ محارمُه، ألا وإنَّ في الجسدِ مُضغةً إذا صلُحتْ صلُح الجسدُ كلُّه وإذا فسدتْ فسد الجسدُ كلُّه ألا وهي القلبُ). [ref]الراوي: النعمان بن بشير | المحدث: ابن دقيق العيد | المصدر: الإلمام بأحاديث الأحكام | الصفحة أو الرقم: 2/818 | خلاصة حكم المحدث: [اشترط في المقدمة أنه] صحيح على طريقة بعض أهل الحديث | التخريج: أخرجه البخاري (52)، ومسلم (1599) واللفظ له.[/ref]

لا يفوتك أيضًا: هل يجوز وضع العطر قبل الإحرام للنساء

محظورات الإحرام

هل يجوز وضع كريم الشعر بعد الإحرام

هناك العديد من الأمور المحظور فعلها في الإحرام، والتي يجب الابتعاد عنها نهائيًا؛ لتجنب الوقوع في المعصية، وحتى تُقبل الحج أو العُمرة.

  • وضع العطور.
  • لبس الثوب المصبوغ.
  • دَهن الشَّعر والبَدَن بالطِّيب.
  • شَمّ الطِّيب وحمله.
  • قلم الأظافر وإزالة شَعر الرأس.
  • المباشرة بشهوة.
  • الخطبة والنكاح.
  • لبس القفاز.
  • قتل الصيد أو الإشارة إليه للمساعدة على قتله وصيده.
  • للنساء لا يجوز ارتداء النقاب أو البُرقع.
  • الجماع ودواعيه، لقوله تعالى:

” فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ” [ref](البقرة: 197).[/ref]

  • لا يجوز للرجال ارتداء القميص أو البرنس أو العمائم والسراويل، لِما ورد في السُنة النبوية المُطهرة

(أنَّ رجلاً سألَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم ما يلبَسُ المحرمُ منَ الثِّيابِ؟ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم: لاَ تلبَسوا القُمُصَ ولاَ العمائمَ ولاَ السَّراويلاتِ ولاَ البرانِسَ ولاَ الخفافَ إلاَّ أحدًا لاَ يجدُ نعلينِ فليَلبسْ خُفَّينِ وليقطعْهُما أسفلَ منَ الْكعبينِ ولاَ تلبَسوا شيئًا مسَّهُ الزَّعفرانُ ولاَ الورْسُ). [ref]الراوي: عبد الله بن عمر | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح النسائي | الصفحة أو الرقم: 2668 | خلاصة حكم المحدث: صحيح | التخريج: أخرجه النسائي (2669) واللفظ له، وأخرجه البخاري (1542)، ومسلم (1177) باختلاف يسير.[/ref]

وضع الله تعالى منهجًا إلهيًا من يتبعه يسعد طوال حياته، وعلى كل مُسلم الالتزام بشرائع الدين الإسلامي، والتي يُمكن معرفتها من خلال الرجوع إلى سُنة النبي صلى الله عليه وسلم.

إغلاق