لماذا سميت الزوجة الثانية بالضرة؟

لماذا سميت الزوجة الثانية بالضرة؟

حين ترى الزوجة الأولى أن زوجها بات متزوجًا عليها من امرأة أخرى، فإن هذا يترك في نفسها شعورًا قاسيًا بالهجر والخيانة، وأن تصير لها ضرة ليس أمرًا تفضلة أي سيدة، ولكن لماذا أطلق على الزوجة الثانية اسم ضرة؟

سبب تسمية الزوجة الثانية بالضرة

حين تدخل الزوجة الثانية إلى حياة الزوجة الأولى.. فإنها تُسبب لها الكثير من المشاكل والضرر البالغ، لهذا سُميت ضُرة، أي هي الضارة بالأولى.

تدخل إلى حياتها، فتسلب منها زوجها، وتشاركها رزق أطفالها، ولا تلبث إلأ أن تأخذ منها كل شيء كاملًا بلا اقتطاع، ولُحسن الحظ أن الدين وضح وبين أن هذا الفعل ليس خيرًا أبدًا، وأنه لا يجب على الزوجة الأولى تحمل هذا، فحقها العدل في هذه العلاقة.

لا يفوتك أيضًا: أنا الزوجة الثانية كيف أتعامل مع زوجي

هل أتت كلمة ضرة في الإسلام؟

لماذا سميت الزوجة الثانية بالضرة؟

هي كلمة عربية قديمة، وليست عامية كما يظن البعض، كونها منتشرة بين العامة، والدليل على هذا هو ورودها في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وعلى ألسنة زوجاته.

” أنَّ امرأةً جاءَتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالت: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ لي زَوجًا، ولي ضَرَّةٌ، وإنِّي أتشَبَّعُ مِن زَوجي، أقولُ: أعطاني كذا، وكساني كذا، وهو كَذِبٌ؟ فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: المُتَشبِّعُ بما لم يُعطَ، كَلابِسِ ثَوبَيْ زُورٍ”. [ref]الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 25340 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه مسلم (2129)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (8920)، وأحمد (25340) واللفظ له[/ref]

كذلك ما ورد عن المغيرة بن شعبة: “ضربتِ امرأةٌ من بني لحيانَ ضَرَّتها بعمودِ الفسطاطِ فقتلتْها، وكان بالمقتولة حملٌ، فقضى رسولُ الله على عصبة القاتلةِ بالديةِ، ولما في بطنها بغرةٍ”. [ref]الراوي : المغيرة بن شعبة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي | الصفحة أو الرقم : 4839 | خلاصة حكم المحدث : صحيح[/ref]

لا يفوتك أيضًا: هل يندم الرجل بعد الزواج الثاني

هل أتت كلمة ضرة في القرآن؟

لم تأتي لفظة ضرة في القرآن بمعنى الزوجة الثانية، إلا أنها جاءت بمعناها الضرر الذي يقع على الإنسان فيغلبه على أمره.

قال تعالى: “وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۚ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ ۚ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ ۖ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ  [ref] [الزمر: 38][/ref]

كلمة ضرة في الأمثال الشعبية

زخرت الأمثال الشعبية بكثير من الأسطر التي كانت تُحاكي الضرة بشكل واضح، وقد كانت شهيرة جدًا في سالف الأزمان.

  • الضرة ضرة ولو كانت وسط جرة.
  • أقعد على الضرة ولا تقعد على الجرة.
  • جَتْ الحزينة تفرح ما لقيت لها مطرح.
  • على بخت الضرة تقفلت المدينة.
  • نار الضرة ولا جنة الزوج.

لا يفوتك أيضًا: هل يجوز للزوجة الأولى طلب الطلاق بسبب التعدد

هل يصح تسمية الزوجة الثانية بالضرة؟

لماذا سميت الزوجة الثانية بالضرة؟

سبق وذكرنا آنفًا أن الزوجة قد سميت هكذا نسبة إلى أنها دومُا مرئية على أنها مضرة، وتأتي بالأيام السيئة، وعلى الرغم من أن هذا ما يحصل فعليًا إلا أنه ليس شيئًا تصبح الحياة قابلة للعيش معه!

إذا كانت لديك ضرة بالفعل.. فهذا قد بات أمرًا واقعًا، لذا عليك بدء التعامل معه بتفاهم دون تعصب، فأنت أمام أمر حصل بالفعل، هل تريدين أن تبقيّ في تعاسة؟ أم تصبح حياتك قابلة للعيش مع الوقت؟

بالطبع عليك أخذ الخيار الثاني، في محاولة للتأقلم مع وجود هذه الضرة، مرة بالتعامل بلطف، ومرة بتسميتها كما تُحبين أن تُسميك النساء، وفي النهاية لقد صارت زوجة زوجك، أي من أهل بيتك.

يظهر جليًا أن هذا ثقيلًا عليك، وليس بالأمر السهل، إلا أن احتساب الأجر عند الله سيُخفف عنك من وطأة الأمر على قلبك، فسبحانه حتى الشوكة يُجازينا عليها.

لا يُطلب منك أن تُحبيها، ولا أن تعتبريها صديقة لك، تكفيك المعاملة باحترام بلا إهانات، يُمكنك اعتبارها كجارة لك إن كان هذا سهلًا.

سبب تسمية الزوجة الثانية بالضرة يرجع إلى حال الزوجة الأولى، وطريقة رؤيتها لهذه السيدة كونها دخيلة على حياتها، وسرقت منها كل ما لها في الدنيا.ِ

إغلاق